لماذا ضحى هيرفي رينارد بتجربته الناجحة مع منتخب السعودية ؟

لماذا ضحى الفرنسي رينارد بتجربته الناجحة مع منتخبات افريقيا و آسيا ؟

في امثالنا الشعبية نحن كعرب نقول “عصفور في اليد افضل من عشرة على الشجرة” ، و لكن الأكثر منطقية في الحديث هو ما يقوله الحكام “لا انظر تحت قدميك و لكن انظر إلى الافق البعيدة ، و لكن اخترع مستقبلاً مريحاً بدلاً من اختيار المتعة العاجلة” ،

المدير الفني المنتخب السعودي هيرفي رينارد بكل تأكيد ايد كلام الحكام ، و لكن ما بقي ينتظره هو معرفة ان كان مستقبله مريحاً حقاً ام لا !

حيث ان رينارد بالفعل اختار الريح عن منتخب الاخضر السعودي على الرغم من انه مدد عقده في تدريب المنتخب حتى 2027 و وضع خططه المستقبلية حتى كأس العالم 2026 ،

و كان الاتحاد السعودي ليلة الثلاثاء قد اعلن عبر بيان رسمي بأن عقد المدرب الفرنسي هيرفي رينارد قد انتهى بالفعل مع الاخضر السعودي ،

و بحسب ما جاءت به العديد من التقارير الصحفية الفرنسية ، ان منتخب فرنسا الأول للسيدات قد يكون هو الوجهة المقبلة للمدرب الفرنسي ، و تأتي هذه الخطوة صادمة بالنسبة للكثير من متابعي كرة القدم ،

فكيف لرينارد ان يضحي بسهولة لكل ما بناه مع المنتخب الاخضر منذ تسلمه منصب المدير الفني في 2019 و ظهر بمستويات مميزة كما شاهدنا في مونديال قطر 2022 و فوزه على الارجنتين ،

و لكن يجب النظر في هذا القرار من الوجهة الواسعة و معرفة لماذا قرر الفرنسي صاحب الـ 54 عام التضحية بكل ما وصل إليه و بناه مع منتخبات الرجال لكل من قارة إفريقيا و آسيا ؟!

و لكن على ما يبدو بأن خطوة تركه تدريب المنتخب السعودي هو أكثر من مجرد تدريب منتخب للسيدات ، و خاصة و ان الراتب الذي من المقرر ان يتقاضاه أقل بكثير من راتبه مع المنتخب السعودي ،

و لكن دعنا نقول بأن رينارد و في حال كانت التقارير صادقة في توليه تدريب منتخب فرنسا للسيدات ، فإن صاحب الـ 54 عام سيبدأ مشواره بخوض منافسات كأس العالم التي ستقام في أستراليا و نيوليندا في منتصف العام الحالي 2023 ،

و في نفس الوقت و يجب وضع هذا الأمر بعين الاعتبار و هو أن منتخب فرنسا الأول للرجال يعاني الكثير من الخلافات بقيادة المدرب ديدييه ديشان ،

و ذلك بعلاقته مع افضل مهاحمي العالم في الوقت الحالي كريم بنزيما او مع مسؤولي الاتحاد الفرنسي لكرة القدم ،

قرارات ديشان أدت بكل تأكيد لظهور العديد من الازمات و كان آخرها يحب شارة القائد من انطوان جريزمان و منحها لنجم باريس سان جيرمان الشاب كيليان مبابي

هذه الاحداث الاخيرة على صعيد منتخب الديوك احدثت حالة من عدم الاستقرار في منتخب فرنسا الأول ، و عندما تتعالى الاصوات بطلب البديل عن ديشان اتجهت الجماهير نحو الفرنسي زين الدين زيدان ،

و لكن سرعان ما تنشب آزمات أخرى بتصريحات نوبل لو جرايي المعادي لزيدان ، و بالتالي الانتهاء من هذا الموضوع ما دام جرايي يتولى رئاسة اتحاد كرة القدم الفرنسية ،

و بكل تأكيد ان رينارد ينظر إلى هذا الأمر بالمنظور البعيد ، ففي حال نجحت تجربته الاولى مع منتخب السيدات و هي بطبيعة الحال التجربة الاولى له في بلده فرنسا ، فهي فرصة كبيرة الاقتراب اكثر من المسؤولين في الاتحاد الفرنسي ،

و بالتالي يسعى رينارد حاله كحال أي مدرب يطمح في قيادة منتخب بلاده لان يكون منتخب فرنسا الأول هو فرصته ليعيد له الاستقرار الذي عاب عن جدران معسكراته منذ سنوات طويلة ،

خطوة رينارد في قيادة منتخب فرنسا تبدأ من الخطوة الاولى و التي قد بكتب لها النجاح مبكراً في حال تمكن من تحقيق النجاحات في مونديال السيدات القادم ،

و كل ما علينا فعله هو انتظار الاشهر القادمة للاجابة على جميع تساؤلاتنا .