محتويات المقال
التخلص من الوسواس القهري
الوسواس القهري
يعتبر الوسواس القهري واحد من أمراض الجهاز العصبي و هو عبارة عن إضطراب منتشر يصيب الإنسان لينغص حياته ، و هو يصيب كل الأعمار و من الممكن أن يرافق الإنسان طوال حياته في حال لم يتم علاجه
و يعد هذا الوسواس من الأمراض النفسية التي قد تنعكس على سلوك الفرد و تفكيره ، و بالتالي يلزم المريض بتصرفات و عادات مختلفة بشكل مزعج و يعيد هذه العادات مراراً و تكراراً ،
و يوصف هذا الوسواس بالقهري لأن صاحبه لا يستطيع التخلص منه دون أن يعالجه و يكون أيضاً مجبراً على ما لا يريد فعله ، كما و يظهر المصاب به الوعي الواضح بعدم جدوى أفعاله لكنه لا يستطيع التخلص منه
أمثلة عن الوسواس القهري
يقسم الوسواس القهري إلى قسمين مرتبطين ببعضهما البعض ، القسم الأول هو الأفكار القهرية كإستحواذ فكرة معينة على الشخص و تسيطر هذه الفكرة عليه و لا يستطيع التخلص منها ،
و القسم الثاني الأفعال القسرية و التي تنبع من الأفكار القهرية و تعتبر نتيجة لها ، و من أمثلة تلك الأفعال ما يلي :
- التفكير بأفكار محرمة أو غير مقبولة إجتماعياً
- الخوف من الجراثيم
- الوسواس الخاص بنظافة الجسم و الإستحمام بإستمرار و غسل اليدين
- الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين
- القلق حول إغلاق الأبواب
- الترتيب بشكل متناسق و إعادته إذا أخطأ الشخص في الخطوات
- الحاجة الملحة لأن تكون الأشياء مرتبة بطريقة معينة
مظاهر الوسواس القهري
يوجد العديد من المظاهر السلوكية و الإجتماعية التي تظهر على مصاب الوسواس القهري ، و نذكر هذه المظاهر فيما يلي :
مظاهر سلوكية
من بعض الأمثلة عن بعض السلوكيات و العادات للأشخاص المصابين بالوسواس القهري :
- التنظيف المنزلي المبالغ فيه
- إعادة ترتيب الأشياء بطريقة خاصة
- تخزين المواد التي لا غاية منها مثل الصحف القديمة و الكثير من الأشياء الغير لازمة
- المبالغة في غسل اليدين أو الاستحمام بشكل مبالغ
- التكرير لجملة معينة أو كلمة معينة
- ظهور بعض الطقوس المعينة عند الشخص أثناء تعامله مع الأشياء المحيطة به
مظاهر إجتماعية
من بعض الأمثلة عن الأشخاص المصابين بالمظاهر الإجتماعية للوسواس القهري :
- التأخر في تسليم الأعمال و أداء المهمات
- عدم الرغبة لدى المصابين بالوسواس بمصافحة الآخرين
- تضييع الكثير من الوقت بسبب بعض الطقوس التي يقوم بها المريض بشكل دائم
- تحقق المريض من الأمور عدة مرات مع وجود حاجة دائمة للتأكد من الأمور و الشعور بالأمان
- ظهور بعض علامات الإضطراب و القلق الشديد عند عدم تنظيم الأمور بالشكل المناسب
- الإلتزام بروتين معين و عدم القدرة على الخروج منه
أسباب الوسواس القهري
حتى الآن لم يستطع العلماء تحديد سبب معين للوسواس القهري ، و على الرغم من ذلك يوجد العديد من العوامل البيولوجية و البيئية التي من الممكن أن تكون سبباً لمرض الوسواس و من هذه الأسباب :
أسباب بيئية
البيئة المحيطة بالفرد منذ الطفولة لها دور كبير في حياته و نذكر بعض العوامل البيئية التي من الممكن التي تكون سبباً في الوسواس القهري ما يلي :
- التغيرات و المشكلات في مكان العمل أو في المدرسة
- المرض
- المشكلات في العلاقات مع المحيطين
- التعرض للإساءة أو الإستغلال
- التعرض لصدمة ناتجة عن موت شخص قريب
- التغيير في البيئة المحيطة و طرق المعيشة
أسباب بيولوجية
الأسباب البيولوجية التي قد ينتج عنها الوسواس تقسم إلى قسمين و تكون كما هو الآتي :
الإستعداد الوراثي : تلعب الوراثة دوراً كبيراً في الإصابة بالوسواس ، فعندما يكونوا الآباء مصابون بالمرض يكون الأولاد أكبر عرضة للإصابة
أسباب لها علاقة بالمخ : بحسب بعض الدراسات التي تمت على صور الدماغ فإنه قد يوجد إختلاف بين دماغ المصاب بالإضطرابات الوسواسي القهري و دماغ الإنسان السليم ، فمن الممكن أن يكون نشاط زائد في أماكن معينة من الدماغ و خصيصاً الأماكن المسؤولة عن الإنفعالات القوية
علاج الوسواس القهري
دائماً ما يشعر المصاب بمرض الوسواس القهري بالخجل و من الممكن أن يمنعه ذلك من طلب المساعدة و هذا الأمر قد يفاقم الحالة و يجعل عملية العلاج تكون صعبة و أكثر طولاً ،
فكلما كان العلاج في مراحل متقدمة فطريق العلاج سيكون أسهل و ذو فاعلية أكبر ، فعند وجود إشتباه في وجود مرض الوسواس ينصح بمراجعة الطبيب المختص من أجل تقييم الحالة و تشخيصها و إجراء الأمور اللازمة ،
علاج مرض الوسواس القهري ممكن و وارد بشكل كبير و خصيصاً إذا تظافرت أساليب العلاج و نذكر من أنواع علاج الوسواس القهري ما هو الآتي :
العلاج النفسي
يتم هذا العلاج من خلال استخدام طريقة العلاج السلوكي المعرفي ، و بهذه الطريقة يتم تعليم المريض خلال جلسات محددة ، و يكون ذلك من خلال مواجهة مخاوف المريض أن كان بالتخيل أو بالمواجهة المباشرة لتلك المخاوف
و يتم تعليم المريض كيف يستطيع السيطرة على خوفه و عدم تهويل الأحداث و ترك التفكير الزائد أو المبالغ فيه ، و هذا العلاج يعدل المفاهيم و الأفكار الخاطئة لدى المريض
العلاج بالأدوية
في حال رأى الطبيب المختص حاجة للأدوية يمكن تقديم العلاج ، فمن الممكن إعطاء المريض أدوية مضادة للإكتئاب لأنها تساعد في رفع نسبة السيروتونين الذي من الممكن أن يظهر لدى المصابين بنقص فيه
و من المهم جداً إبقاء الطبيب على علم بكل الأعراض الجانبية التي قد تحدث عند تعاطي الأدوية التي يأخذها المريض عادةً أو حتى المكملات الغذائية و الفيتامينات و غيرها
طرق علاج أخرى
في بعض الحالات المتطورة من مرض الوسواس القهري يلجأ الطبيب إلى عزل المريض و إدخاله إلى قسم الأمراض النفسية ، و من الممكن أن يلجأ إلى صدمات كهربائية للمريض
و لكن هذه الطرق تعتبر من الطرق العلاجية النادرة و قليلة الإتباع إلا في الحالات الحادة من المرض و لكن حتى الآن لم يثبت فعاليتها حتى الآن و لم يتم إختبارها بشكل كافي أيضاً