محتويات المقال
ما هي اللامركزية الإدارية ؟
اللامركزية الإدارية
بسبب التغيرات المتسارعة التي حدث في العالم في العديد من المجالات المختلفة كالمجالات السياسية و الإدارية و الإقتصادية ظهرت العديد من القضايا الجديدة التي يستعصى إيجاد حلول لها
و من القضايا الجديدة التي يستعصى إيجاد حلول لها المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية بالإضافة إلى ظهور الفقر ، و يستدعي ذلك حلولاً أكثر فاعلية مما توفره المركزية الإدارية ، و بالنظر إلى أن جوهر التنمية المحلية يعتمد على الوحدات الإدارية المختلفة ، ظهرت الحاجة لضرورة التكامل بين المركزية الإدارية و ما يسمى باللامركزية الإدارية من أجل تحقيق تنمية محلية
بسبب هذا التكامل يتم إحداث تغييرات جوهرية على المستويات السياسية و الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية بشكل يؤدي إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي
الجدير بالذكر أن اللامركزية الإدارية من شأنها أن تحقق متطلبات المجتمعات و الأفراد و تعتبر مساحة للتعبير عن الحريات و القدرة على التنظيم و المنافسة
ما هو مفهوم اللامركزية الإدارية ؟
تعريف اللامركزية الإدارية ورد في قاموس المعجم الوسيط على أنها : توزيع الوظيفة الإدارية بين جهاز مركزي و إدارات أخرى ، و تعني على المستوى العام : تحويل السلطة إلى الأقاليم و الولايات و جعلها تتمتع باستقلالية في تسيير شؤونها الخاصة عكس المركزية
و أما تعريفها اصطلاحاً يأتي بأكثر من مفهوم حيث يوجد العديد من التعريفات التي تناولت هذا المفهوم و فيما يلي بعض هذه التعريفات :
عرفها (وايت) : هي نقل الصلاحية ، تشريعية كانت أو قضائية أو إدارية من المستويات الحكومية العامة إلى المستويات الدنيا
عرفها (خاشقجي) : إسناد سلطة إتخاذ القرارات و إصدار الأوامر و التعليمات إلى بعض المرؤوسين في المستويات الإدارية الأدنى داخل التنظيم الإداري
عرفها (البنك الدولي) : إسناد مهام جمع الضرائب و مهام الإدارة السياسية إلى مستويات حكومية أقل ، و هذا المفهوم يتم استخدامه في جميع أنحاء العالم على مستويات مختلفة بوسائط مختلفة و لأسباب مختلفة
عرفها (جلاوي) : هي أسلوب من أساليب تنظيم العمل ، إذ أنها تمنح الوحدات المختلفة قدراً كبيراً من الإدارة الذاتية و يعني ذلك منح الصلاحيات و المسؤوليات للمستويات الأدنى في التنظيم
نستنتج مما سبق أن اللامركزية الإدارية تعني العملية التنظيمية الإدارية التي تتضمن توزيع السلطات على جهات عديدة في المستويات الدنيا من الهيكل الإداري ، و ذلك بحيث تكون كل جهة فيها مسؤولة بشكل مباشر عن مسؤولياتها بهدف إعطاء العمل شكلاً أكثر تنظيماً و إشراك أكبر عدد من المرؤوسين في الإدارة
ما هي مقومات اللامركزية الإدارية ؟
حتى يتم العمل بالنظام اللامركزي يحب أن يتوفر العديد من المقومات ، و من أبرز هذه المقومات نذكر ما يلي :
- أن تستقل الهيئات اللامركزية عن السلطة المركزية و بأن تتمتع الهيئات اللامركزية للسلطة المركزية بالاستقلالية من النواحي الإدارية و المادية لتتمكن من ممارسة الوظيفة الإدارية
- وجود مصالح ذاتية متميزة ، حيث أن اللامركزية الإدارية تتطلب ضرورة مشاركة الوحدات في إدارة المصالح الخاصة بإقليم و مستوى معين على إعتبار كفاءتها و استجابتها لأولويات الأفراد و حاجاتهم و ميبرز من هذا المنطق معياران و هما :
- تحديد اختصاصات السلطات المحلية طبقاً لقاعدة عامة و يتم وضع معيار عام يتم من خلاله توضيح ما يمكن اعتباره اختصاراً محلياً ، مع ترك تحديد مضمونه للوحدات المحلية نفسها و بإشراف و مراقبة السلطة المركزية
- تحديد اختصاصات الهيئات اللامركزية على سبيل الحصر ، و هنا تدرج قائمة فيها ذكر محدد لاختصاصات الهيئات اللامركزية ، علماً بأنه لا يحق للوحدات إتخاذ القرارات في المسائل التي لم ترد في القائمة
مميزات اللامركزية الإدارية
اللامركزية الإدارية لديها العديد من الخصائص و المميزات الرائعة و نذكر من أهمها ما هو الآتي :
- تدريب الرؤساء في المستويات الإدارية الدنيا
- السرعة في حل المشكلات و اتخاذ القرارات
- الحرص على إتخاذ أفضل القرارات بالنظر إلى أنه من يعايش المشكلة يعد أكثر مقدرة على إتخاذ القرار المناسب لها
- عدم انشغال المدراء في القرارات و السلطات و هذا المبدأ يعتبر من أهم مبادىء التنظيم
- توزيع المخاطر التي تتعلق بالقرارات الضعيفة و يقتصر تأثيرها في قسم واحد أو إدارة واحدة و ليس في المنظمة ككل
- الارتقاء بالروح المعنوية لدى الرؤساء في المستويات الإدارية إذ أنهم يشعرون بمشاركتهم الإيجابية في العمل الإداري
- ظهور أفكار مبتكرة نتيجة رفع الحماس عند الأعضاء في المستويات الإدارية المتعددة و زيادة اهتمامهم بحب ما يواجهها من مشكلات
عيوب اللامركزية الإدارية
ذكرنا أن اللامركزية الإدارية تتمتع بالعديد من الخصائص و المميزات ، إلا أنها تتضمن العديد من العيوب أيضاً و نذكر من هذه العيوب ما يلي :
- ضعف الأداء ، حيث أن اللامركزية الإدارية من الممكن أن تسبب الكسل عند بعض العاملين عن أداء مهامهم
- إمكانية التسبب بالانعزالية و ينتج عن ذلك تصدع المنظمة أو المجتمع
- إمكانية التناقض في القرارات التي يتم اتخاذها و ذلك نتيجة لكثرة المشاركة في عملية اتخاذها
- التسبب بالضعف في كفاية ميدان العمل نتيجة عدم توفيرها للقيادة في مختلف المجالات
- إمكانية التسبب بالضعف في السلطة المركزية
- عدم الإمكانية في تطبيقها في المتابعة و العمليات المالية
